علم الهندسة القرآني

علم الهندسة القرآني..هو القران الكريم، معجزة خاتم النبيين والمرسلين وهو الكتاب الوحيد الذي أنزل للعالمين، وصالح لكل زمان ومكان ولو بعد ألاف السنين.لقد أنزل الله القران متحديا فيه أفصح العرب وابلغهم فعجزوا أن يأتوا ولو بأية من مثله، كما وإن القران صالح لكل زمان ومكان، فهو بذالك كما وصفة أهل العلم بالتفسير " حمال أوجه " فهو يقبل التأويل وآياته تحمل أكثر من معنى ولو كانت هذه المعاني بعيدة عن بعضها البعض وغير متوقعة في عصر من العصور، إننا في تفسير القران نحتاج إلى جانب العلم الشرعي مواكبة العلوم الأخرى من هندسة وطب وغيرها وعدم حصر المعاني في المنظور الشرعي فقط.
يقول الله تعالى " أَوَلَمْ يَرَوْاْ أَنَّا نَأْتِي الأَرْضَ نَنقُصُهَا مِنْ أَطْرَافِهَا" (آية 41 الرعد) إن هذه الآية تكررت في القرآن مرتين وما تكرارها إلى دليل واضح على أهميتها وضرورة النظر إلى هذه الآية من زوايا متعددة.
.
.
إنني اليوم لست بصدد عرض تفاسير القدامى التي تمحورت حول إتيان الأرض بمعنى غزوها والنقصان هو نقصان ارض الكافرين، ولكن دعني يا صديقي اخذ بيدك في جولة صغيرة نبحر في أصل الكون لإظهر لك معنى الآية من زاوية أخرى.
لقد اخبرنا الله قبل أكثر من أربعة عشر قرن عن كيفية تشكل الكون وأثبته العلم قبل وقت يسير ، دعنا نرجع إلى قبل أربع مليون ونصف المليون من السنين كان الكون عبارة عن كتلة من الغازات التي شكلت الكون " ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاء وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ اِئْتِيَا طَوْعاً أَوْ كَرْهاً"(آية 11 فصلت) ليحدث الانفجار الأعظم كما يسميه العلماء والفتق كما يسميه القران "أولم ير الذين كفروا أن السماوات والأرض كانتا رتقا ففتقناهما"(آية 30 الانبياء) وتنفصل هذه الكتلة من الغازات لتسير في مجالها في الفضاء.
.
.
لقد كادت هذه الكتلة أن تندثر في الفراغ لولا أن أنزل الله عليها الحديد الملتهب "وَأَنْزَلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ"(آية 25 الحديد) لقد نزل الحديد على شكل شهب ونيازك ليشكل النواة الملتهبة في باطن الأرض وتعمل على تحويل هذه الغازات بالحرارة والضغط فهي تمثل بأسه الشديد إلى صخور وأتربة وكل ما هو على سطحها وفي باطنها.
لقد بقي باطن الأرض ملتهب إلى اليوم، وعلى مر العصور والى يومنا الحاضر فقدت الأرض من كتلتها الكثير من خلال البراكين والغازات المنبعثة من باطنها فهي في تقلب دائم وهذه الغازات في تحرك دائم فلقد شكلت الغازات الثقيلة ما يعرف اليوم بالغلاف الجوي أما الغازات الخفيفة فلقد تطايرت في الفضاء على طول مدة تشكل الأرض.
.
.
إن دوران الأرض أعطاها صفة عدم الثبات فمثلا منسوب سطح البحر ليس ثابت مما دفع المختصين في علم الجيوديسيا إلى افتراض ما يعرف بالجيوئيد لاستعماله في الحسابات ، كما وان شكل الأرض الغير منتظم جعل الجاذبية الأرضية غير متساوية في جميع أجزائها، فشكلها المفلطح واتساع قطرها عن خط الاستواء أدى إلى نقصان الجاذبية نتيجة لبعد المسافة عن المركز وعلى عكس ذالك ازدادت عند الأقطاب لقربها من مركزها .
.
.
إن الأرض في حالت نقصان دائم وما عدم شعورنا بها إلى قصر عمرنا بمقارنه مع عمر هذه التغيرات وسيأتي يوم لتعود الأرض إلى حيث كانت هي والسماء دخان فهي أخذه بالنقصان إلى أن يشاء الله فيقول الله "كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُّعِيدُهُ وَعْدًا عَلَيْنَا ۚ إِنَّا كُنَّا فَاعِلِينَ" (آية 104 الانبياء) فقد قطع الله على جلالة الوعد بأن يعود كل ما خلق إلى كيف كان والأرض من هذه المخلوقات.

بقلم الزميل : #معتصم_المشني
#التثقيف_المقالي
#أصبوحة_١٨٠


تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

اقتربت العشر الأوائل من ذى الحجه :: فماذا أعددت لهذه العشر وماذا ستصنع؟؟

الله اكبر كبيرآ والحمد لله كثيرآ وسبحان الله بكرة وأصيلآ